ارسال السریع للأسئلة
تحدیث: ١٤٤٦/٤/٦ من نحن منشورات مقالات الصور صوتيات فيديو أسئلة أخبار التواصل معنا
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها
■ کلمتنا
■ واحة الحوزة
■ واحة العقائد
■ واحة الأخلاق
■ واحة الشعراء
■ واحة الصور
  1. صوت الكاظمين _ العدد: 260 - 259. ربيع الأول و ربيع الثاني 1442 هـ
  2. صوت الكاظمين _ العدد: 258 - 257. محرم الحرام و صفر 1442 هـ
  3. صوت الكاظمين _ العدد: 256 - 255. ذي القعدة و ذي الحجة 1441 هـ
  4. صوت الكاظمين _ العدد: 254 - 253. رمضان الکريم وشوال 1441 هـ
  5. صوت الكاظمين _ العدد: 252 - 251. رجب المرجب و شعبان 1441 هـ
  6. صوت الكاظمين _ العدد: 250 - 249. جمادي الأولی و الثانية 1441 هـ
  7. صوت الكاظمين _ العدد: 248 - 247. ربيع الأول و ربيع الثاني 1441 هـ
  8. صوت الكاظمين _ العدد: 246 - 245. محرم الحرام و صفر 1441 هـ
  9. صوت الكاظمين _ العدد: 243 - 242. ذي القعدة وذي الحجة 1440 هـ
  10. صوت الكاظمين _ العدد: 242 - 241. رمضان الکريم وشوال 1440 هـ
  11. صوت الكاظمين _ العدد :239_240
  12. صوت الكاظمين _ العدد :237_238
  13. صوت الكاظمين _ العدد :235_236
  14. صوت الكاظمين _ العدد :233_234
  15. صوت الكاظمين _ العدد :231_232
  16. صوت الكاظمين _ العدد :53 _ 12 شوّال 1417 هجرية
  17. صوت الكاظمين _ العدد :43 _ 12 ذوالحجة 1416 هجرية
  18. صوت الكاظمين _ العدد :37 _ 12 جمادی الثانی 1416 ه.ق
  19. صوت الكاظمين _ العدد :الحادي عشر _ربيع الثاني 1414 ه
  20. صوت الكاظمين _ العدد :العاشر _ربيع الاول 1414 ه
  21. صوت الكاظمين _ العدد :التاسع _صفر 1414 ه
  22. صوت الكاظمين _ العدد :الثامن _محرم 1414 ه
  23. صوت الكاظمين _ العدد :السابع _ذوالحجة 1413 ه
  24. صوت الكاظمين _ العدد :السادس _ذوالقعدة 1413 ه
  25. صوت الكاظمين _ العدد :الخامس _شوال 1413 ه
  26. صوت الكاظمين _ العدد :الرابع _شهر الرمضان 1413 ه
  27. صوت الكاظمين _ العدد :الثالث _شعبان 1413 ه
  28. صوت الكاظمين _ العدد :الثاني _رجب 1413 ه
  29. صوت الكاظمين _ العدد :الاول _جمادي الثاني 1413 ه
  30. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 230-229. رمضان و شوال 1439 هـ
  31. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 228- 227. رجب المرجب و شعبان 1439 هـ
  32. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 226-225. جمادی الأولی والثانية 1439 هـ
  33. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 223-224 ربیع الأول والثاني 1439 هـ
  34. الكوثر العدد الرابع والعشرون - رجب 1432هـ
  35. الكوثر العدد الثالث والعشرون - رجب 1426
  36. الكوثر العدد العشرون محرّم 1425
  37. الكوثر العدد التاسع عشر رجب 1424
  38. الكوثر العدد الثامن عشر محرّم 1424
  39. الكوثر العدد السابع عشر رجب 1423
  40. الكوثر العدد السادس عشر محرّم 1423
  41. الكوثر العدد الخامس عشر رجب 1422
  42. الكوثر العدد الرابع عشر محرّم 1422
  43. الكوثر العدد الثالث عشر رجب 1421
  44. الكوثر العدد الثاني عشر محرم الحرام 1421
  45. صحیفة صوت الکاظمین 222-221 أشهر محرم الحرام و صفر 1439 هـ
  46. صحیفة صوت الکاظمین 219-220 أشهر ذي القعدة وذي الحجة 1438هـ . 2017م
  47. مجلة الکوثر - العدد السادس والثلاثون والسابع وثلاثون 36 - 37 - شهر رجب 1438هـ -2017م
  48. صحیفة صوت الکاظمین 216-218 أشهر رجب - شعبان - رمضان 1438هـ . نيسان / ايّار / حزيران 2017م
  49. مجلة الكوثر - العدد العاشر - محرم الحرام - سنة 1420 هـ
  50. مجلة الكوثر - العدد التاسع - رجب - سنة 1419 هـ
  51. مجلة الكوثر - العدد الثامن - محرم الحرام - سنة 1419 هـ
  52. مجلة الكوثر - العدد السابع - 20 جمادي الثاني - سنة 1418 هـ
  53. مجلة الكوثر - العدد السادس - محرم الحرام - سنة 1418 هـ
  54. مجلة الكوثر - العدد الخامس - 20 جمادي الثاني - سنة 1417 هـ
  55. مجلة الكوثر - العدد الرابع - محرم الحرام - سنة 1417 هـ
  56. مجلة الكوثر - العدد الثالث - 20 جمادي الثاني - سنة 1416 هـ
  57. مجلة الكوثر - العدد الثاني - محرم الحرام - سنة 1416 هـ
  58. مجلة الكوثر - العدد الاول - 20 جمادي الثاني يوم ولادة سيدة فاطمة الزهراء - سنة 1415 هـ
  59. مجلة عشاق اهل بیت 7
  60. مجلة عشاق اهل بیت 6
  61. مجلة عشاق اهل بیت 5
  62. مجلة عشاق اهل بیت 4
  63. مجلة عشاق اهل بیت 3
  64. مجلة عشاق اهل بیت 2
  65. مجلة عشاق اهل بیت 1
  66. صحیفة صوت الکاظمین 215-212 شهور ربیعین وجمادیین 1438هـ . دیسمبر / مارس2017م
  67. صحیفة صوت الکاظمین 210 -211 شهر محرم وصفر 1438هـ . أکتوبر/ نوفمبر 2016م
  68. صحیفة صوت الکاظمین 208 -209 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1437هـ .أغسطس/سبتمبر 2016م
  69. مجلہ عشاق اہل بیت 14و 15 ۔ ربیع الثانی 1437 ھ
  70. مجلہ عشاق اہل بیت 12و 13 ۔ ربیع الثانی 1436 ھ
  71. صحیفة صوت الکاظمین 206 -207 شهر رمضان وشوال 1437هـ .نیسان/أیار2016م
  72. مجلة الکوثر الرابع والثلاثون والخامس وثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م
  73. صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ .نیسان/ أیار 2016م
  74. صحیفة صوت الکاظمین 203-202 شهر جمادي الاول والثاني 1437هـ .فبرایر/مارس 2016م
  75. مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م
  76. صحیفة صوت الکاظمین 201-200 شهر ربیع الاول والثاني 1437هـ .دیسمبر/کانون الاول 2015م
  77. صحیفة صوت الکاظمین 198-199 شهر محرم الحرام وصفر 1436هـ .اکتبر/نوفمبر 2015م
  78. صحیفة صوت الکاظمین 196-197 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1436هـ . اغسطس/سبتمبر 2015م
  79. صحیفة صوت الکاظمین 194-195 شهر رمضان وشوال 1436هـ . حزیران/تموز 2015م
  80. صحیفة صوت الکاظمین 193 شهر شعبان 1436هـ . مایو/آیار 2015م
  81. صحیفة صوت الکاظمین 192 شهر رجب المرجب 1436هـ . ابریل /نیسان 2015م
  82. مجلة الکوثر الثاني والثلاثون - شهر رجب المرجب 1436هـ -2015م
  83. مجلة الکوثر الواحد والثلاثون - شهر محرم الحرام 1436هـ -2014م
  84. صحیفة صوت الکاظمین 190 -191 شهر جمادي الاول والثاني 1436هـ. فبرایر/شباط 2015مـ.
  85. صحیفة صوت الکاظمین 189 شهر ربیع الثاني 1436هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
  86. صحیفة صوت الکاظمین 188 شهر ربیع الاول 1436هـ. کانون الاول/ کانون الثاني 2014مـ.
  87. صحیفة صوت الکاظمین 187 شهر صفر المظفر 1436هـ. دیسمبر/ کانون الاول 2014مـ.
  88. صحیفة صوت الکاظمین 186 شهر محرم الحرام 1436هـ. اکتوبر/ تشرین الاول 2014مـ.
  89. صحیفة صوت الکاظمین 185 شهر ذي الحجة 1435هـ. سبتمبر/ أیلول 2014مـ.
  90. صحیفة صوت الکاظمین 184 شهر ذي القعدة 1435هـ. اغسطس/ اب 2014مـ.
  91. صحیفة صوت الکاظمین 183 شهر شوال المکرم 1435هـ. یولیو/تموز 2014مـ.
  92. صحیفة صوت الکاظمین 182 شهر رمضان 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
  93. مجلة الکوثر الثلاثون - شهر رجب المرجب 1435هـ -2014م
  94. صحیفة صوت الکاظمین 181 شهر شعبان المعظم 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
  95. صحیفة صوت الکاظمین 180 شهر رجب المرجب 1435هـ. مایو/أیار 2014مـ.
  96. صحیفة صوت الکاظمین 179 شهر جمادي الثاني 1435هـ. ابریل/نیسان 2014مـ.
  97. صحیفة صوت الکاظمین 178 شهر جمادي الأول 1435هـ. مارس/آذار 2014مـ.
  98. صحیفة صوت الکاظمین 177 شهر ربیع الثاني 1435هـ.فبرایر/شباط2014مـ.
  99. صحیفة صوت الکاظمین 176 شهر ربیع الأول 1435هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
  100. صحیفة صوت الکاظمین 175 شهرصفر 1435هـ. دیسمبر/کانون2013مـ.
  101. مجلة عشاق اهل بیت 11
  102. مجلة الکوثر التاسع والعشرون -شهر محرم الحرام 1435ه -2013م
  103. صحیفة صوت الکاظمین 174 شهر محرم الحرام1435
  104. صحیفة صوت الکاظمین 173 شهر ذي الحجة 1434
  105. صحیفة صوت الکاظمین 172 شهر ذي القعده
  106. مجلة عشاق اهل بیت شماره 10شوال 1434هـ
  107. صحیفة صوت الکاظمین 171 شهر شوال
  108. مجلة عشاق اهل بیت 8 - شوال 1333هـ
  109. مجلة عشاق اهل بیت 9 - ربیع الثانی 1334
  110. مجله الکوثر 28-رجب المرجب1434 هـ 2012 م
  111. مجله الکوثر 27-محرم الحرام1434 هـ 2012 م
  112. صوت الكاظمین-العدد 170-رمضان 1434 هـ -یولیو/تموز2013 م .
  113. مجلة صوت الکاظمین العدد166
  114. صوت الكاظمین-العدد 169-شعبان المعظم 1434 هـ - یونیو 2012 م .
  115. صوت الكاظمین-العدد 168-رجب المرجب 1434 هـ - مایو 2012 م .
  116. صوت الكاظمین-العدد 167 -جمادی الثانی 1434 هـ - أبریل 2013 م .
  117. صوت الكاظمین-العدد 165-ربیع الثانی 1434 هـ - فیرایر 2012 م .
  118. صوت الكاظمین-العدد 164-ربيع الاول 1434 هـ - يناير 2013 م .
  119. صوت الكاظمین-العدد 149-ذی الحجة 1432هـ - أکتوبر 2011 م .
  120. صوت الكاظمین-العدد 150-محرم الحرام 1433 هـ - نوفمبر 2011 م .
  121. صوت الكاظمین-العدد 151-صفر المظفر 1433 هـ - ینایر 2012 م .
  122. صوت الكاظمین-العدد 152-ربع الأول الخیر 1433 هـ - فبرایر 2012 م .
  123. صوت الكاظمین-العدد 153-ربیع الثانی1433 هـ - مارس 2012 م .
  124. صوت الكاظمین-العدد 154-جمادی الأولی 1433هـ - مایو 2012 م .
  125. صوت الكاظمین-العدد 155-جمادی الثانی 1433 هـ - یونیو 2012 م .
  126. صوت الكاظمین-العدد 157-شعبان المعظم 1433 هـ - اغسطس 2012 م .
  127. صوت الكاظمین-العدد 156-رجب المجرب 1433 هـ - یولیو 2012 م .
  128. صوت الكاظمین-العدد 158-رمضان الکریم 1433هـ - اغسطس 2012 م .
  129. صوت الكاظمین-العدد 159-شوال 1433هـ - سبتمبر 2012 م .
  130. صوت الكاظمین-العدد 160-ذی القعدیة 1433 هـ - سبتمبر 2012 م .
  131. صوت الكاظمین-العدد 161-ذی الحجة 1433 هـ - آکتوبر 2012 م .
  132. صوت الكاظمین-العدد 162-محرم الحرام 1434 هـ - نوفمبر 2012 م .
  133. صوت الكاظمین-العدد 164-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
  134. صوت الكاظمین-العدد 163-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
  135. مجله الکوثر 26-العدد السادس والعشرون رجب المرجب 1433هـ 2012م
  136. مجلة الکوثر 25

حسین المؤید الضالّ والمضلّ - بقلم الشیخ غالب الکعبي


النسخة الإلکترونیة لمجلة الکوثر العدد 34-35 بصیغة pdf للقرائة والتحمیل:

إنه نعم المعين، الحمد لله الذي خصّ الإنسان بشرف الخطاب الإلهي، وخصّه من بين سائر مخلوقاته بشرف المنطق والفكر والبيان، والصلاة على خير البريّة المطهّر عن كدورات البشرية سيد الأولين والآخرين محمد وآله الطّاهرين. أما بعد...
الإسلام في نفس الوقت الذي منع من حرية الإختيار في العقيدة؛ ليتحفظ على معارفه الخاصة الإلهية التي بها سعادة الإنسان العالم والعامل بها، أطلق العنان لممارسة الحرية التامة للفكر لكل نفس ترى نفسها صالحة للتفكّر ومستعدّة للبحث من غير مسميات، ليتفكّر الناس جميعاً في معارف الدين
 
ويتعمقوا في تفهمها، والنظر فيها، فكان من الواجب بعد هذا الأساس الذي إعتمده ديننا الإسلامي الحنيف أن تكون الأبحاث العلمية المتعلّقة بــ( الدين) بطريقة الأخذ والعطاء خالية من التُهَم بين الباحثين، من غير أن تكون ممتزجة بنفوس مريضة أو قاسية تُبَعِّد الجميع عن بلوغ مايريده الله تعالى من الناس، وهو السير على طريق الهدى؛ ليتأدب العلماء قبل سائر الناس بأدب الله تعالى ورسوله| في إيصال الحق - العلم النافع - لكل الناس والعمل به؛ لتجتمع النفوس بعدها على العمل بتعاليم القرآن الكريم وسنّة نبيه| بعد معرفتهما، قال تعالى:( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ) النور: 52. المنتج لحسن السريرة الذي هو الملاك في القرب من الله تعالى، قال تعالى:( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَايَعْقِلُونَ) الأنفال: 22. 
والغرض من هذا أن يبتعد الجميع عن سوء الفهم ورداءة الإدراك لآيات الله البينات ومعارفه الحقّة والتي ليس لها من نتيجة إلا الممارسة الفعلية للفساد والإفساد في الأرض والشقاء الأبدي الذي سيلازم من لم يتعظ بهذا الأساس والغرض المترتب عليه. 
وهي أمنية تكاد تكون ممتنعة التحقق مادام الناس بعيدة عن معرفة الكتاب وتعاليمه الحقّة وتشخيص المراد من سنّة نبيه|؛ وسبب ذلك عجزهم عن وجدان المنهج المعرفي الذي يوصلهم الى معرفة معاني آيات الكتاب من غير أن يكون الشك دخيلاً في موضوعها، ليتوصل الجميع بذاك المنهج الى حقيقة أخرى إمتنعنا من بيانها في هذه المقالة. 
حسين المؤيّد المجتهد والعالم الشيعي بعد ان كان يقول بــ( الإمامة وإنها متحققة في شخص غير النبي|) أخذ يقول - بعد ان إنقلب وصار سنياً سلفياً -: بــ( ان الإمامة لاتحقق لها إلا في شخص النبي|) فالامامة - عنده - صارت مقيّدة بالنبوة، فالشخص الذي ليس بنبي ليس بامام. بعد ان وصف الإمامة بأنها (الاكذوبة الكبرى) في الإسلام.
ثم بعد تمرير هذه المغالطة، سلب االولاية عن علي× التي كثرت الروايات من الفريقين في اثباتها سنة وشيعة، منها - على سبيل المثال - في قوله تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) المائدة: 55- 56.
وتبع في هذا الافراط في تكذيب الروايات المنقولة عن صحابة النبي| في علي× في هذه الآية وغيرها من الآيات ( شيخ الإسلام ابن تيمية) الذي يعدّ من أكابر علماء العامة السلفية؛ للحيرة التي وقع فيها الجميع لفهم معنى ( الإمامة في القرآن الكريم) التي تمثل عندنا حقيقة هذا الدين الحنيف، حيث إدعى إجماع العلماء على إن الروايات في هذه الآية في علي× موضوعة مكذوبة، وهي من عجيب دعاويه. 
مع ان الروايات في علي× بخصوص هذه الآية قد نقلت في كتب العامة انفسهم عن أصحاب النبي^ كأبى ذر وابن عباس [ كما في تفسير الثعالبي المسمى بالجواهر الحسان فَي تفسير القرآن للإمام عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف أبي زيد الثعالبي المالكي ( 786 - 875 ه‍)، ومناقب الإمام علي بن أبي طالب× للحافظ أبي الحسن علي بن محمد بن المغازلي الشافعي المتوفى سنة 483 هــ]، وأنس بن مالك [ كما عن الامام المحدث صدر الدين أبو المجامع إبراهيم بن محمد الحمويني الشافعي المتوفي سنة 722 هـ في فرائد السمطين]، وعمار وعمرو بن العاص [ كما عن الخطيب الخوارزمي الحنفي المتوفّى سنة 568 هـ في كتاب مناقب أمير المؤمنين×]، وجابر وسلمة بن كهيل وأبى رافع [ كما عن الحافظ أبي نعيم الشافعي المتوفي سنة 430هـ في حليفة الاولياء]. 
ووجدت في تفاسير كبار علماء أئمة أهل السنة من غير رد لها كأحمد والنسائي والطبري والطبراني وعبد بن حميد والزمخشري وأبي حيان وغيرهم. 
وأما فقهائهم فقد ذكروا الروايات النازلة في شأن علي× في هذه الآية في مسألة:( الفعل الكثير في بحث الصلاة) وفي مسألة:( هل تسمى صدقة التطوّع زكاة؟) ولم يناقشوا في صحة انطباق الآية على هذه الروايات. هذا فضلا عما جاء من روايات في تراث الشيعة الامامية التي اغضضنا النظر عنها؛ لكثرتها. 
ولاتمنع صيغة الجمع في الآية في قوله تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ...) إستعمالها في علي× وهو فرد واحد انحصر فيه شأن نزول هذه الآية كما ينادي به البعض من أهل السنة؛ لأن الممنوع والخطأ في الإستعمال النحوي أن يراد من الجمع الواحد لاإستعماله فيه ولو مع إنحصاره في فرد في زمن نزول الآية كما هو الشأن في القضايا المهملة المقابلة للمخصوصة والمحصورة، وهو ظاهر.
ومعلوم: ان الشخص الذي شأنه تكذيب الروايات المنقولة عن أصحاب النبي| أو التعبّد بها على إطلاقها من غير ان يتعرّف على دقائق معاني الآيات القرآنية، وبلوغ بداهة معانيها، وقواعد المحكم والمتشابه فيها، لايوصف بحسب تصنيفنا له - عندنا - إنه عالم بالكتاب ليكون فقيهاً يُعْمَل أو يُحْتَج بقوله، وان علا صيته بين الناس وصدّق به من صدّق، وقلّده من قلّد. واما من يسميه مفكّراً أو نابغاً مع عدم معرفته بمعاني الآيات القرآنية وقواعدها، وعجزه من أن ينفي عن موضوع معانيها الشك، وينسب الإبهام والإجمال الى معاني آيات القرآن الكريم في الجملة، كيف!!! وكلامه تعالى أفصح الكلام، ومن شرط الفصاحة خلو الكلام عن الاغلاق والتعقيد، فهذا شأنه؛ للسنخية. 
ونحن في هذه المقالة سنفسد المنهج الذي إعتمده (حسين المؤيّد) الذي أسماه بــ( منهج البينات)، والذي أوقعه في مغالطات مفسدة لأصل جوهر الإسلام الذي أتى به النبي|، بعد أن أسقط التعرّف على بعض الآيات من القرآن الكريم؛ بحجّة ان بلوغ معانيها نظري مدرسي، ومنع من أن يستدلّ بها؛ بحجّة إنها من المتشابهات، بعد أن عدّ المتشابه من الآيات القرآنية مجملا، وإجمالها يسقطها عن أن تصلح لأن يستدلّ بها في مقام إظهار العقيدة الحقّة.
وقد كرر هذا المطلب مراراً، وكان يفتخر به كثيراً، وهو يظهر الفرح والسرور على وجهه، حتى إن السامع لكلماته يعدّه عندما يسمع تكراره ان مايطرحه هو من الإبداعات الفكرية التي لم ينطق بها ناطق، ولاتكلّم بها متكلِّم قبله، ولاظهرت من قلب على لسان. وقد صدّقه بها من جهل الأمر مثله أو من سكت عنه من المخالفين، مع إن أوصاف المتشابه في آيات القرآن الكريم لاتصدق على أوصاف عنوان المجمل الذي إدعاه للمتشابه كما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى.
ونحن سننقل كلامه حرفياً من غير تصرّف، والذي اسهب فيه في عدّة من المحاضرات، ليس فيها الا التكرار الخالي من المضمون. وبسبب عدم مجيئه بشئ يسمى منهجاً على نحو الحقيقة الا ماتضمن من كلامه من كلمات شعرية خطابية، وذكر في طريق ماإستدلّ به آيات قرآنية لم يتدبّر في معانيها بالجملة كما ستراها عند عَرْض ماسيذكره من الآيات إن شاء الله تعالى. 
وسنشير ضمناً الى أهم المغالطات التي بنى عليها، ونرمز لها بتضليل فوق نفس المغالطة من كلام صاحب الوهم نفسه، ونترك غيرها التي هي أشبه بالاستهلاك منها بعَرْض المنهج العلمي الذي كان ينتظره بلهفة كل من إستمع اليه ومنهم الكاتب لهذه المقالة.
وأنت من خلال النظر فيما ننقله من كلامه بصورة حَرْفية سَتَدْرِك عُمْق المغالطات، وسَتَدْرِك انه لم يأت بمنهج علمي كما ادعى، بل كل ماأتى به - بحسب تشخيصنا له - ليس إلا عبارة عن مجموعة مغالطات، ركّب بينها، وكانت نتيجة ذلك التركيب الموهوم الذي سماه منهجاً هو ( منهج البينات)، وغطى عليه من زينة الكلام ماأقنعه - وأقنعت الجاهل بالكتاب المجيد معه - انه يؤصّل لمنهج علمي لبيان معاني آيات الكتاب، وبلوغ مرادات الشارع فيها، التي تزيل الخلافات بين المسلمين، التي هي امنيت كل إنسان صادق في إيمانه مع الله ورسوله| يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه بالعمل الصالح، كما قال تعالى:( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) النساء: 82. فان المقصود من التدبّر الموصى به في هذه الآية من قبل الله تعالى لخلقه هو التدبّر لجميع آيات القرآن الكريم لالبعض الآيات دون البعض كما إدعاه صاحب الوهم (حسين المؤيد) للتأصيل لمنهجه البينات. 
والآية كما ترى تحضيض في صورة إستفهام، والتحضيض يعني الحضّ أي البعث على الفعل والطلب له، وفي المضارع تكون بمعنى الأمر، والمعنى: إن الله تعالى يرغّب الناس ويأمرهم لأن يتدبّروا في جميع آيات القرآن الكريم، ويضمّوا بعضها الى البعض كما قال تعالى:( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ... ) الزمر: 23. ليظهر لهم بعد التدبّر والضم أنه لاإختلاف بين آيات الكتاب، لاإختلاف التناقض ولاإختلاف التفاوت في أحكمية معنى على معنى آخر. 
وبه يعلم إن هذا الكتاب من عند الله تعالى، وإن تلك المعاني الظاهرة من ألفاظ آياته لاغير إتكاءاً على العمل بالظهور من غير جمود على اللفظ أو تأويل له، هي التي فيها هداية الناس وسلامة الذهن من الضلال، وبها يتم إخراجهم عن مما هم فيه من الإختلاف، ورمي كل طرف للآخر بالضلال. 
وفي نفس الوقت بأنّ هذه الآية تبطل دعوى (حسين المؤيد) القائلة:( ان في القرآن الكريم آيات متشابه لايعرف الطريق الى معانيها)؛ لأن مع مثل هذا الكلام لايصح ان يكون التدبّر في الآيات رافعاً لكل إختلاف مع دعوى ان الآيات المتشابه ينطبق عليها عنوان الإجمال والإبهام في معانيها كما يقول (حسين المؤيّد) في دعواه بحق الآيات المتشابهات. 
قال (حسين المؤيّد) في بيان منهج البينات، مانصه - حرفياً -: (... قلنا اننا سنعتمد المنهج القرآني في إثبات العقيدة وفي تصويبها، فلابد أولا من ان نفهم ماهو المعيار، والمعيار معناه المنهج الذي نستفيده من القرآن الكريم في تصويب العقيدة واثباتها. فلابدّ من التعرّف على منهج القرآن الكريم.
وبكلمة مختصرة: ان منهج القرآن الكريم في تصويب العقيدة واثباتها وفي وحدة الامة هو مايسميه القرآن نفسه بمنهج البينات، وكل واحدة من هذه العناوين الثلاثة من تصويب العقيدة وإثبات العقيدة ووحدة الامة تدور مدار البينات. 
ولكن قبل الدخول في ذلك، نقول: لماذا يلجأ القرآن الكريم الى هذا المنهج - منهج البينات -؟  لدينا جوابان، كلاهما يستفادان من القرآن الكريم: 
الجواب الأول: ـ الجواب الأول مع انه مستفاد من القرآن الكريم، فانه منسجم مع التنظير العقلي للقضية، بيان ذلك: من المسلّم ان الله تعالى خلق الانسان لكي يكون عبداً لله مطيعا له، وفي هذه القضية مااراد الله ان يكون الانسان عبدا مجبورا على العبادة، بجبرية تكوينية، كما هو الحال في الملائكة، وانما اراد الله سبحانه تكريما لبني آدم وتكريما للإنسان ان يجعل لهذا الانسان ميزة على المخلوقات، فالله تعالى ميّز الإنسان بأمرين أساسيين: الاول: الإرادة، الثاني: التمييز. 
فأعطاه الحريّة تفعيلا لارادته، وجعله قادرا على ادراك الحق والباطل والخير والشر من خلال العقل الذي به يتم التمييز، والقرآن الكريم يقول:(وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) البلد: 10، ( وَنَفْسٍ وَمَاسَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)  الشمس: 7- 10، فنسب التزكية والدس لنفس الانسان الفاعل؛ لان الله اراد لهذا الانسان ان يبلغ المرتبة العليا من الكمال من خلال العقل والإرادة، فجعله عاقلا مختارا.
وركب في هذا الانسان عقلا وهوى. فالإنسان يتفاعل فيه عاملان، عامل العقل وعامل الهوى. وعندما يكون عندك هذان العاملان وتعطى الحرية، فاما ان تكون متبعا للعقل أو متبعا للهوى. حينئذ فالله سبحانه وتعالى إذا أراد ان يدعوك الى طاعته وان يجعلك سائرا في خط عبادته، وهو الذي اعطاك الإرادة والتمييز، وركب فيك العقل والهوى، كيف سيتصرّف معك!! سيتصرّف معك على اساس امرين رئيسين: الاول: الاقناع من طريق إقامة الحجة، الثاني: نفي العذر أي تحميلك مسؤولية الاختيار. 
اذاً: كيف يتم اقناع من يتفاعل عنده الهوى والعقل، أو ماهو السبيل الى اقناع الانسان بعد ان جعله الله مريدا ومختار، وهناك شيطان يوسوس اليه؟ أو كيف يقنع الله تعالى مثل هذا الانسان لكي يخرجه من هواه، ولكي لايقع في الشبهات، ولكي لايقع في وسوسة الشيطان؟ السبيل هو الاقناع، السبيل هو البينات، الحجة الدامغة التي لاإلتباس فيها ولامحيد عنها، بحيث لايمكن أن يحتج عليك بأن هذه القضية ليست بواضحة، ولذا جعل المنهج القرآني البينات معياراً لتصويب العقيدة وإثباتها ووحدة الأمة.
الثاني: قضية الصراط المستقيم، كل الأنبياء الذين بعثوا للخلق، يؤكدون للناس بأمر من الله تعالى على أن رسالاتهم هي الصراط المستقيم، وعقيدتهم هي الصراط المستقيم، والمنهج الذي يسيرون عليه هو الصراط المستقيم. ويأتي القرآن الكريم ليس فقط يؤكد وإنما يدفع بهذا الإتجاه، قال تعالى:( إن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه...) 
إذن: دين محمد| ورسالة محمد| وعقيدة محمد| ومنهج محمد| يصفه القرآن الكريم بالصراط المستقيم، وكل مسلم يومباً في صلاته يقول:( إهدنا الصراط المستقيم...).
لدينا أمران: الأول: كيف يمكن أن يكون الطريق صراطا مستقيماً إذا لم يكن واضحا وضوحا تاما ليس فيه أدنى إلتباس أو شبهة، وإذا كان كذلك سوف لايكون هذا هو الصراط المستقيم. وإذا كان فيه إلتباس أو عدم وضوح فسيكون هناك سبل نتيجة عدم الوضوح يقع في السبل الأخرى. ان الصراط المستقيم يثبت عليه الإنسان لأنه واضح.
ثم كيف يؤمرك الله تعالى إتباع الصراط المستقيم ومفردات هذا الصراط المستقيم ليست واضحة بدرجة كافية، وحينئذٍ يكون مثل هذا التكليف تكليف بغير المقدور
ماهي مفردات الصراط المستقيم؟ تأتي الى هذه المفردات بعضها واضحة وبعضها غير واضحة، فهل يمكن لك ان تاتي الى المفردات وتأمر بالمشي على الصراط المستقيم.
الصراط المستقيم والأمر بالمشي عليه يكون قائما على البينات، وبدون البينات لايمكن لك ان تقول: انا على الصراط المستقيم، بل ستقع في السبل التي تفترق عن سبيله.
إذن: لماذا يتبع القرآن الكريم منهج البينات؛ لهذين السببين، وهذه ليست خاصة بالقرآن الكريم بل هي قضية عامة لكل رسالات الأنبياء ) إنتهى الى هنا كلامه في الحلقة الثانية من حلقات برنامج الطريق الى الهدى / مرئي قناة وصال الفضائية.
 هذا تمام كلامه في التنظير والتأصيل لــ(منهج البينات)، واما جوابنا على كلام صاحب الوهم، فنقول: 
بداية مادام صاحب الوهم برمج في كلامه لقضية الإنسان، وكيف إنه موجود ركبّ الله تعالى فيه الهوى والعقل، وكلامه في هذا السنخ من التركيب والتفاعل بينهما الذي جعله المدخل للتأصيل لمنهجه البينات، فنحن نقدم له مايخص هذه المسألة من البيان، لنظهر غياب ماغاب عنه في هذه المسألة، ومن ثم نبين الرد على مغالاطاته التي أدرجها ضمن  بيانه عن هذه المسألة:
أقول: إن الله تعالى بعد أن خلق الحيوان بعد النبات والمعادن وبعد خلق السموات، خلق الإنسان من غير أن يقطع تعلق هذا الموجود الإنسان بالحسّ وبموجده وخالقه الذي هو الله تعالى. وهذا السنخ من الإرتباط الذي أسميناه بالتعلّق هو غير الإضافة كما قد تنصرف إليه الأذهان إيتداءاً. وقد بسط الله تعالى صياغة القرآن الكريم على آياته من طريق هذين التعلقين. 
ونقصد من التعلّق بكلا قسميه الحضور بمعنى ماليس بخارج، فالإنسان كما أنه لايغيب عن حسّه بحضور الحس عنده كذلك لايغيب عن موجوده وخالقه بحضور الله تعالى عنده، وإن ألجاته الغفلة والتقليد عن هذا الحضور الى نسيانه بنسيان نفسه كما قال تعالى:( وَلاتَكُونُوا كَالَّذينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) الحشر: 19.
النسيان المورث لإندراج الإنسان تحت عنوان الشرك؛ باعتبار مايتوهمه الإنسان من كونه تعالى بعيداً عنه ليتوصل بغيره إليه كما في الشرك الخفي أو إستقلاليته بفعل نفسه عن ذاك الحضور المأخوذ منه ميثاقه كما في الشرك الجلي. ثم إن هذا الإنسان هو الثمرة من هذا الخلق والإبداع لهذا العالم بأسره.
هذا الإنسان ليس له حكم واحد لأنه لم يحصل من شئ واحد، بل قد يكون عمله موافقاً للشيطان وقد يكون فعله موافقاً للمَلَك، فركّب الله تعالى فيه من الأشياء المتفاوتة والأمزجة المختلفة، وقسمه الى بدن وأمر خفي يدبّره، وألبسه لباس الحس والعقل، ثم زيّن ظاهره بالحواس الخمسة من سمع وبصر وشم وذوق ولمس، وإختار لباطنه زينة الخيال والوهم، وجعل في نشأته الوهم سلطاناً وحاكماً بسبب تعلقه بالحس وخالقه؛ ليتحلى بزينة التدبّر ومشاهدة آيات ربّه. 
ثم أسكن الله له الطبيعي في الكبد، وقرنه بالحيواني في القلب وربطها بقوتي الشهوة والغضب، وهيأ له النفس الناطقة في الدماغ وأسكنها في أعلى محل واشرف رتبة، وزينها بزينة الفكر والحفظ والذكر. الفكر الذي هو الإنتقال من المعلومات الى مايلازمها من المجهولات. والحفظ الذي هو ضبط الصورة المعلومة بحيث لايتطرق إليها التغيير والزوال. والذكر الذي هو استحضار الصورة المخزونة في الذهن بعد غيبتها عن الادراك أو حفظه الصور المخزونة من أن تغيب عن الادراك.
وفعل الطبيعي: الأكل والشرب وفائدته أن يفيض النظام على البدن. وفعل الحيواني: الحركة ومبدأها الخيال وغايتها اللذة والتمتع المادي، وفائدتها حفظ البدن بقوتي الشهوة والغضب التي هي فرعها، فبقوة الشهوة يحافظ على بقاء النوع في الأرض بالجماع، وبقوة الغضب يحفظ البدن من الآفات بمعونة الأسباب، وبهذه القوة - إذا فقد فعلية النطق - يكون طالباً للقهر والتغلب والظلم والقمع التي هي من فنون الرئاسة والتي هي ثمرة للشهوة.
وفعل النفس الناطقة: النطق التي هي لسان الملائكة، ليس من شأنها الأكل والشرب أو الجماع أو طلب التنافس على الرئاسة التي يتكالب عليها الظالمون، بل من شأنها الرئاسة التي ينتظم بها العدل في الأرض وانتظار كشف الحقائق والروية بممارسة الانسان لحدسه التام وذهنه الصافي في ادراك المعاني الصحيحة المقوّمة لعمله الصالح، المبقية لوجوده بعد موته التي سيرث بها الارض كما قال تعالى:( وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلينَ) الزمر: 74.

هذا إجمال ماوجد عليه الإنسان وهو يعيش على الأرض، وتفصيل الكلام في ماقلناه يطلب من محل آخر ليس هاهنا نصيبه.
أما قول صاحب الوهم:( كيف يتم اقناع من يتفاعل عنده الهوى والعقل؟... )، فجوابه: 
ان إقناع من يتفاعل عنده الهوى والعقل - أي الإنسان - النازل لخطابه القرآن الكريم ليس كما قال (صاحب الوهم) بالرجوع الى تقسيم آيات القرآن الكريم الى بينات ليرجع اليها ومجملات مبهمات تترك ولايتعامل معها في إظهار العقيدة الحقّة؛ فان هذا التقسيم منه إبطال لجوهر الإسلام وإبطال للعمل بتعاليمه الحقّة الإلهية، بل إقناع الإنسان بالحقّ الذي أمر الله تعالى باتباعه يأتي من طريق بيان الطريق الذي يجب أن يسلكه الناس في إظهار جميع معاني الآيات القرآنية، من غير أن يكون الشك دخيلاً في موضوعها، وهذا هو الذي عجز عنه صاحب الوهم وغيره من إظهاره بالبيان، ليقنع الناس بعدها بالحقّ وإصابة الواقع الذي هو الموضوع لعنوان الهداية المقوّمة لجوهر ذات الإنسان وحقيقته. 
وأما قوله:( ماهي مفردات الصراط المستقيم؟ تأتي الى هذه المفردات بعضها واضحة وبعضها غير واضحة...)، فجوابه:  
نحن لانمنع من انقسام آيات الكتاب الى قسمين محكم ومتشابه، ولكن لامطلقا كما توهمه صاحب الوهم، بقوله:(... ان هذه المفردات بعضها واضحة - وهي المحكمات - وبعضها غير واضحة - وهي المتشابهات -...)، بل من جهة اشتمال الآية وحدها على مدلول متشابه وعدم اشتمالها على ذلك.
وبهذا الاعتبار لايصدق عنوان المجمل والابهام على الآيات المتشابهات اذا استندت الى المحكمات من الآيات القرآنية، وهذا هو شأن القرآن الكريم في رفع المدلول المتشابه في الآيات المتشابهات؛ يشهد لذلك قوله تعالى:( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد: 24.، وقوله تعالى:( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) النساء: 82.  وقوله تعالى:( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ... ) الزمر: 23 أي: القرآن الكريم كتاب يشبه بعض أجزائه بعضا، وهذا غير التشابه الذي في المتشابه المقابل للمحكم؛ فإن الثاني صفة بعض آيات الكتاب وهذا الأول صفة لجميع آياته، ولولا ماقلناه من بيان معنى المتشابه ماكان معنى لأي من الآيات المذكورات. 
وعليه: لايوجد لدينا في آيات القرآن الكريم آية متشابه على اطلاقها، وهذا هو السر وراء عدم وجود ضابط يخصص لنا الآية المتشابه في القرآن الكريم عن غيرها، فالأمر في الآية المتشابه دائماً بنحو الاضافه، حتى ان الآية المحكمة قد تكون محكمة عند شخص ومتشابه عند آخر. 
وهذا ماغفل عنه صاحب الوهم، وبغفلته عنه، أفسد التعامل مع آيات الكتاب بالجملة لا في الجملة. فيكون المعنى الظاهر من ألفاظ الآية المتشابه منشأه قصور وضعف الإدراك عند الشخص نفسه لا ان نفس الآية فيها إجمال وإبهام في معناها كما اختاره صاحب الوهم.
وبما قلناه من البيان على إختصاره وإجماله: يفسد منهجه في إظهار العقيدة الحقّة والذي اسماه بـ(منهج البينات)، فالاسم الذي اختاره وإن كان صحيحاً، ولكنه غير واقع على مسماه كما عمل به نبينا| والأنبياء والرسل^.
وههنا أمور ننبه اليها في عنوان المتشابه في القرآن الكريم، وان احتاج البحث فيها الى مقالة مستقلة، الا انه لامانع من ذكرها الآن؛ ليتضح ماقلناه من الجواب، وهي كالتالي:
1-التشابه في القرآن الكريم يطلق على معنيين، والأول من هذه  المعاني مبيّن للثاني كما قدمناه:
الأول: في قوله تعالى:( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ... ) الزمر: 23
الثاني: في قوله تعالى:( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ...) آل عمران: 7. 
2- ان التأويل في القرآن الكريم ليس هو من سنخ المفاهيم اللفظية بل هو من قبيل الموجودات الخارجية العينية المتعالية من أن يحيط بها لفظ، وهو الذي كان وراء ضرورة وجود المتشابه في آيات الكتاب بالمعنى الذي قلناه من ظهور معنى للشخص من غير أن يكون هذا المعنى له ملائمة مع سائر آيات الكتاب بسبب ضعف إدراكه وجهله بصياغة آيات الكتاب. ولذا وصف الله تعالى العامل بالمتشابه من غير بصيرة من أمره بأنه في قلبه زيغ، ويبتغي من العمل بالمتشابه الفتنة والتأويل المُفْسِد لظهور معنى الآية. 
فإنك إذا تأملت أمر الفساد وماجرى على هذا الدين الاسلامي بين هذه الأمة من تحريف، وجدت:( أن الفتنة شرعت باتباع المتشابهات وابتغاء تأويلها)، ولم يزل الأمر على ذلك حتى اليوم، ومنهم ماعليه صاحب الوهم.
3- الراسخون في العلم رجال آمنوا بربهم وثبتوا عليه، فهداهم الله سبحانه وكمل عقولهم فلا يقولون الا عن علم ولايفعلون الا عن علم، جعلتهم الآية في مقابل العامل بالمتشابه الذي في قلبه زيغ في قوله تعالى:( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) آل عمران: 7.
ومنه يظهر: ان العمل بالمتشابه ليس على إطلاقه مذموماً، بل الذم موجه للعامل به الذي في قلبه زيغ لاغير؛ لأن الطريق إليه موجود وممكن، وليس من الممتنع الوصول إليه، مع إرتباط الآيات بعضها مع البعض، وهو ظاهر.
4- العمل بالمتشابه مع زيغ القلب أو ترك العمل به مطلقا بحجة أن معانيها ليس من البيّنات كما فعل صاحب الوهم مما لايرتضيهما الله تعالى، ويندرج كلا الأمرين تحت عنوان ممن غضب الله عليه، وعنوان القول بغير علم، وعنوان اتباع خطوات الشيطان، أعاذنا الله من ذلك.
4- التشابه أو المدلول المتشابه من الآية يظهر عند الشخص الناظر إذا إقتصر نظره على الآية وحدها إن كانت الآية فيها معنى خارج عن الحس لاتنالها الأفهام كما في مثل آية أصل تحقق النشأة الإنسانية التي هي آية إشهاد كل واحد منّا على نفسه، وأخذ الاعتراف على الربوبية منه على الحقيقة، التي هي من العلوم الفطرية المنطبعة في النفس إنطباعاً أولياً في قوله تعالى:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) الأعراف: 172- 173.
أو كانت الآية مما تشتمل على النسخ ولم يطلع عليها الناظر في آيات الكتاب كما في قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) الأنفال: 72. المنسوخة بقوله تعالى:( وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآَتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا) النساء: 33.
5- ضرورة وجود المحكم والمتشابه في آيات الكتاب بالمعنى الذي قلناه، لابالمعنى الذي صوره صاحب الوهم (حسين المؤيد) الذي من لوازم ماصوّره فساد جوهر الدين.
6- ان المحكم ظاهر معناه بنفسه والمتشابه ظاهر معناه بتوسط المحكم، من غير أن يكون معنى المتشابه مااجمل من حيث المعنى، أو صدق على معناه عنوان الإجمال والإبهام كما توهمه صاحب الوهم. 
ومما يؤيد قولنا من ان المراد من المحكم في القرآن الكريم هي الأصول المسلمة والمتشابه هي الآيات التي تتعين معانيها وتتضح من تلك الأصول بعد تشابه مدلولها قوله تعالى:( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد: 24.، وقوله تعالى:( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) النساء: 82.
7- لامصداق لعنوان الآية المتشابه على إطلاقها.
8- لامانع من وجود آية محكمة على الإطلاق.
9- أن التشابه في الآيات القرآنية هي آيات من شأنها أن تقبل الارتفاع، وأن معانيها مما تبين بتفسير المحكمات لها.
10- ان التشابه من أوصاف المعنى الذي يدلّ عليه اللفظ لا أنه من أوصاف اللفظ كما ذهب إليه صاحب الوهم ( حسين المؤيد)، ولا من أوصاف الأعم من اللفظ والمعنى كما قد يختاره البعض مع تناقضه.
ثم في الحلقة الثالثة من حلقات برنامج ( الطريق الى الهدى ) في قناة وصال الفضائية، وبسبب عدم معرفته بمعاني الآيات القرآنية - بالجملة - التي جعلته في حيرة من أمره، قسّم البحث الى محاور خمسة، وبدأ يستعرض الآيات القرآنية التي أراد أن يؤيّد بها ماسماه بــ( منهج البينات)، من غير أن يبين نفس مضمون الآية فضلا من أن ينظر الى السياق التي وقعت فيه الآية المستدل بها؛ وهذا مما يرفضه نفس أهل السنة في بيان معاني الآيات، وهو منه غريب، مع دعواه ان البحث فيما يطرحه من بحث هو قرآني.
وسيتضح فيما سنستعرضة من هذه الآيات ان الذي أتى به في جميع الآيات لايشير ولو إجمالاً الى التأصيل لـ( منهج البينات ) كما إدعاه، وسوف نذكر تحريفه لمعاني الآيات التي أتى بها، وسنبين نحن معانيها أيضاً في كل مورد مورد وفقاً لــ( الإعتبار القرآني) الذي يوقفنا على بداهة ونفي الشك عن معاني الآيات؛ ليتضح كيف وقع (حسين المؤيد) في فهم مغلوط لبيان معاني جميع الآيات التي أتى بها!!! والحاكم بيننا في معرفة الخطأ والصواب في تشخيص معاني الآيات هو الظهور الذي تظهر به المعاني من ألفاظها، مع الإحتفاظ بخصوصيات الألفاظ في كل آية آية كما حاكمناه بهذا الملاك في المقالة السابقة على هذه المقالة:
إدعى حسين المؤيد - بعد معاناته في فهم معاني الآيات، وفقدانه المنهج في التعامل مع القرآن الكريم في بيان معانيه - ان الآيات القرآنية التي تؤصل لــ( منهج البينات) يمكن تصنيفها الى محاور خمسة، فقال يمكتتا تصنيف الآيات القرآنية المرتبطة بالتأصيل لمنهج البينات الى محاور خمسة:
المحور الأول: ان إعتماد (منهج البينات) في إثبات العقيدة وفي تصويب العقيدة هو منهج جميع الأنبياء في إبلاغ رسالاتهم، وهذا المنهج لايختص بالاسلام فقط وإنما هو منهج الأنبياء عموماً والإسلام أقرّه ورسّخه. 
المحور الثاني: أثر البينات في إقامة الحجّة والإقناع.
المحور الثالث: أثر البينات في تحميل المسؤولية للإنسان فيما إذا تمرّد وعصى.
المحور الرابع: ربط البينات بالصراط المستقيم.
المحور الخامس: أثر البينات في وحدة الأمة.
الآيات القرآنية التي إستدلّ بها صاحب الوهم:
المحور الأول:
1- قال تعالى:( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) الروم: 47.
2- قال تعالى:( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحديد: 25.
3- قال تعالى:( وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ، ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ) فاطر: 25- 26.
4- قال تعالى:( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ، بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل: 43- 44.
أقول: ونحن لأجل أن ينجلي الحقّ؛ ليعيش الجميع في ظلّه، بعيدا من ان يضلل احدنا الآخر، للانسانية التي تربط الناس فيما بينهم، ولِنُخْرِج من يضلل الآخر عن طريقتنا - الذي سينعقد عليه المجتمع الصالح الذي أوعد الله تعالى به الإنسان وهو يعيش على الأرض، قال تعالى:( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) الزمر: 74.- الذي الغاية منه هداية الناس الى طريق الحق:
سنذكر بيانه لمعنى كل آية آية حرفياً، ثم سنردفها ببيان معنى الآية من عندنا؛ ليتضح للجميع ان لاوجود لمنهج البينات - بالطريقة التي إستعمل فيها بعض الآيات لبطلان عنوان الإمامة في القرآن الكريم، وإنها لاتكون إلا في شخص النبي| - في هذه الآيات التي إستدلّ بها.
فلاحقّ لمن يريد ان يعزل بعض الآيات القرآنية عن الوضوح؛ بحجّة إنها مبهمة ومجملة في معانيها، ليُسَقِّط النظر عنها، ومن ثم ليصفها بانها مجملة لايستدلّ بها، ومن ثم يثبت مايتمناه من دعاوي والتي أهمها:( بطلان عنوان الإمامة في القرآن الكريم ) التي أظهرتها آيات الكتاب. وكما قيل قديماً:( قل لي من تعاشر؟ أقول لك: مَنْ أنت!!).
أولاً: قال - وهو يريد بيان معنى الآية في الإستدلال على إثبات منهج البينات - في قوله تعالى:( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) الروم: 47.، مانصه حرفياً: هذه الآية تبين خط النبوات، سير النبوات. إذن: هؤلاء الرسل الذين سبقوا نبينا| إعتمدوا في إبلاغهم لرسالاتهم الى الناس على البينات. 
وصاحب الوهم بهذه الكلمات البسيطة إكتفى من البيان في بيان معنى الآية وأراد أن يثبت به ( منهج البينات).
أقول: صحيح إن الأنبياء @ إعتمدوا في تثبيت رسالاتهم وإبلاغها الى الناس التي الغرض منها هدايتهم الى طريق الحق على البينات، لكن لا في بعضها بل جميع البينات التي اُرسلوا بها الى الناس هي البينات التي من شأنها أن تزيل الإبهام عن أذهانهم، لا كما يدعيه صاحب الوهم بأن البينات التي سيظهر بها العقيدة الحقّة من القرآن الكريم هي في خصوص بعض الآيات لاجميعها. 
وهنا تكمن المغالطة التي إرتكبها صاحب الوهم؛ بإعتبار ان صاحب الوهم صنّف الآيات المتشابه في القرآن الكريم تحت عنوان الآيات المبهمة، بعد أن أعطاها عنوان المجمل؛ ليسقط معانيها عن الإستدلال بها في إقامة الحجّة وإظهار العقيدة الحقّة.
مع إن الآية التي إستدلّ بها هي بصدد بيان معنى آخر، ليس لها إرتباط بمنهج البينات، بيان ذلك:
الآية المذكورة واقعة في سياق آيات، قال تعالى:( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ، ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ، قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ، فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَامَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ، مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ، لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَايُحِبُّ الْكَافِرِينَ، وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ، وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) الروم: 40 – 47.
هذه المجموعة من الآيات تريد أن تشير الى إبطال الشركاء لله تعالى بابطال إلوهيتهم وربوبيتهم التي أثبتها المشركون لهم، وتثبت أمر المعاد الذي إستبعدوه؛ لفساد إيمانهم بالله تعالى، المعاد الذي يجرّهم الى العمل الصالح، وحتمية صدوره منهم، الذين هم بعيدون عنه. 
وبعد أن ذكرتهم الآيات بذلك قال تعالى:( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) فهذه الآية كالجملة المعترضة لهذه المجموعة من الآيات، والمعنى: ان للمؤمنين حقاً على ربّهم، وهو: نصرهم في الدنيا والآخرة. وهذا حقٌ جعله الله تعالى على نفسه لهم بعد الإيمان برسلهم وماجاءوا به من البينات التي أثبتوا بها رسالاتهم. وهذا المعنى أجنبي عما ذهب إليه صاحب الوهم في بيان معنى الآية!!
وإذا رجع إلينا ليقول: ان الإستدلال مرتبط فقط في فقرة البينات!! التي إعتمدها الرسل^ في التبيليغ كما يظهر من كلامه هذا المقصود. 
ونحن نماشيه في هذا الجري - المغلوط - في التعامل مع آيات القرآن الكريم، فمثله مثل مَنْ تشبث بقشة ويريد بها أن ينقذ نفسه من الغرق بعد تيقنه بالموت، ونقول له: البينات التي إعتمدها الرسل^ في التبليغ هي جميع البينات من غير تبعيض لها، وأنت ياصاحب الوهم لم تستند الى جميع البينات التي جاء بها القرآن الكريم في إظهار العقيدة الحقّة من طريق العمل بالظهور، بل إستثنيت منها البعض وأسقطت الإعتماد عليها؛ بحجّة إنها من المتشابه. 
فأنت ياصاحب الوهم سلكت طريق الأنبياء في منهجهم باللفظ والصورة والشكل من غير أن تتبعهم في المضمون والواقع، حيث إنهم^ لم يُبَعِّضوا في البينات التي جاءوا بها، وأنت قد بَعّضْتَ بينها، فتركت البعض بحجّة عدم وضوحها وإبهامها، وأخذت بالبعض بحجّة وضوحها في معانيها، من غير أن تدلّنا على الضابطة في الأمر.
فكل آية بينة يؤتى بها اليه يجعلها غير بينة بحجّة إنها تحتاج الى بيان نظري مدرسي في الوصول الى معناها، بعد أن تغافل عن وصف القرآن الكريم لجميع آياته بأنها مبينات، قال تعالى:( رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ...) الطلاق:11. والمبينات أي الواضحات، فهو خالف منهج القرآن الكريم في إتباع منهج البينات الذي أثبتوا به الرسل^ رسالاتهم بتقليده ممن سبقه من الناس ممن جعلوا وصف عنوان المجمل لعنوان المتشابه في آيات القرآن الكريم. 
وهذه هي تمام المغالطة التي وقع بها صاحب الوهم، والتي بسببها يعيش المسلمون اليوم وسابق الايام هذا التشتت والإختلاف فيما بينهم منذ زمان النبي| والى يومنا هذا.
ثانياً: قال - في بيان معنى الآية - في قوله تعالى:( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحديد: 25. مانصه حرفياً: 
ونستفيد من هذه الآية أمران أساسيان: الأول: إن إعتماد البيّنات منهج لكل الرسل هو مايستفاد من إطلاق هذه الآية، حيث قال تعالى:( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا...). الثاني: قيام الناس بالقسط بالعدل وتحقق العدالة في المجتمع، والمجتمع هنا أي المجتمع الرباني المتدين متوقف فيما يتوقف عليه على البينات. هذا تمام بيانه لمعنى الآية.
مع ان الآية بصدد بيان معنى آخر غير ماذكره من ان الآية بصدد إثبات منهج البينات، بيان ذلك:
الآية واقعة في سياق آيات، قال تعالى:( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ، وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ، ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَاكَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ، لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) الحديد: 25- 29.
والمعنى: ان الله تعالى في هذه الآيات - ومنها الآية التي استدلّ بها صاحب الوهم - تريد أن تبين الغرض الإلهي من إرسال الرسل وإنزال الكتب، والغرض هو: ليقوم الناس بالقسط، ليعيشوا في مجتمع عادل يضمن للانسان بلوغ كماله الاخير. 
وأنزل الله الحديد ليدافع المؤمنون عن هذا المجتمع الذي تنبسط فيه كلمة الحق. ثم ذكرت الآيات أن الله تعالى أرسل نوحاً وإبراهيم^ وجعل في ذريتهما النبوة والكتاب، وأتبعهم بالرسول بعد الرسول. ولم يزل الأمر على هذا فيهتدي بعضهم وكثير منهم فاسقون.
أين هذا المعنى من ماقاله صاحب الوهم، حيث حملّ معنى الآية على مافي وهمه، وقال: توقف المجتمع على البيّنات لا على إرسال الرسل وإنزال الكتب كما هو ظاهر الآية. 
مع ان البيّنات التي ينادي بها صاحب الوهم هي جزء من آيات الكتاب لاتمامه كما هو منهج الرسل^. ونكرر ونقول ان صاحب الوهم لم يضع لنا ميزاناً يذكر لنا فيه ماهي ضابطة البيّنات إلا ماإدعاه من الوضوح في اللفظ الذي هو أمر نسبي لاضابطة فيه؛ بسبب فقدانه للمنهج الذي يصحح له التعامل به مع آيات الكتاب، مع ان كل آيات الكتاب بينات، خلافا لما إدعاه صاحب الوهم من ان البينات بعض الكتاب لاتمامه، قال تعالى:( وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) النور: 34. 
والمعنى: أقسم - أي الله تعالى هو صاحب القسم - لقد أنزلنا إليكم آيات واضحات بينات، هي في وضوحها أبين مما تراها العيون، تبيِّن لكم من معارف الدين وأحكامه ماتفلحون به، يتميّز بها لكم ماينبغي أن تأخذوا به مما ينبغي لكم أن تجتنبوا عنه. وهذا وصف لجميع الآيات لا لبعضها كما تمسك به صاحب الوهم. والمأخذ لما تمسك به صاحب الوهم ( حسين المؤيد) تقليد ممن سبقه من بعض العلماء في وصف المتشابه من آيات الكتاب بالمجمل، غافلاً عن ماوصفت به هذه الآية من ان جميع آيات الكتاب بالمبينات الواضحات. 
ثالثاً: قال - في بيان معنى الآية - في قوله تعالى:( َإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ، ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ) فاطر: 25- 26.  مانصه حرفياً: هذه الآية تتحدث عن منهج قد اتبع عند جميع الأنبياء^. هذا تمام كلامه في هذه الآية.
مع ان الآية بصدد بيان معنى آخر، وحاصله: 
هذه الآية وقعت في سياق آيات، وهي قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ، وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ، وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ، وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ، وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ، وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ، وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ، إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ، إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ، وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ، ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ) فاطر: 15- 26.
كانت الآيات السابقة على هذه الآيات تتحدث عن المالكية والتدبير، وان الأمر فيهما منحصر فيه تعالى على الاطلاق لايشاركه فيهما أحد وإلا إستلزم الدخول في الشرك به تعالى، كما هو الشأن في غير هذا الموضع من القرآن الكريم، كما في قوله تعالى:( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) النحل: 76.
في هذه الآيات أخذ يبين الله تعالى نفس المطلب ولكن ببيان مشوب بالتهديد، فقال لهم الله تعالى: ان الله - مع شرككم هذا، وإعطاء التدبير والخلق بيد غير الله تعالى - غني عنكم، وله أن يذهب بكم ويأتي بآخرين غيركم ثم خاطب الله تعالى نبيه| ان هذا الهلاك لايشمل إلا هؤلاء المكذبين، أما المؤمنين الذين لايشركوا بالله تعالى والذي يؤثر فيهم إنذار النبي| فلايشملهم مثل هذا الهلاك والعذاب الذي يلحق من يشرك بالله تعالى ويعطي الملك والتدبير الى غيره من خلقه ويتوسل به اليه تعالى. وان كذبوك يارسول الله فيما تدعوهم اليه من نفي الشرك عن الله تعالى فقد كذب سائر الرسل من قبلك.
ثم قوله تعالى:( وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ، ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ)  البينات في هذه الآية بقرينة المقابلة بينها وبين الزبر والكتاب المنير المراد منها الآيات المعجزة التي يأتي بها الرسل^ قبل نبينا لتربط الناس بالغيب، والزبر هي الصحائف والكتب التي فيها ذكر الله، والكتاب المنير الكتاب المنزل من السماء المتضمن لشريعة الله في الأرض. 
وإختلط على صاحب الوهم هنا مفردة البينات، وإستدلّ بها بعد أن جعلها توازي من حيث المعنى آيات القرآن الكريم، وفي هذه الآية تكون هذه المفردة التي أراد الاستدلال بها خارجة تخصصاً عن مايقصده من منهج البينات، وهو ظاهر. 
رابعاً: قال - في بيان معنى الآية - في قوله تعالى:( وَمَاأَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ، بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل: 43- 44. مانصه حرفياً: هذه الآية على ماذكر المفسرون على أفصح التفاسير ان قوله بالبينات والزبر متعلقة بقوله رجالا فيصير المعنى: وأرسلنا قبلك الا رجالا بالبينات والزبر، فهذه الآية أيضا توضح لنا ان المنهج الذي اعتمدته الرسل في بيان مفردات رسالتهم وأساسيات رسالات الله الى الناس هو منهج البينات.
ثم قال: نصل في نهاية هذا المحور ان المنهج المتبع لسير كل النبوات ومنها نبوة سيدنا محمد| هو منهج البينات.
أقول: هاتان الآيتان مما انعقد عليها الإجماع في بيان معناها عند الفريقين، وحاصل ماقالوه في إجماعهم: ان الآية تخصص بيان معاني آيات الكتاب ببيان الرسول| - كما هو مختار اهل السنة - أو هو| ومن يقوم مقامه - كما هو مختار الامامية -، حيث فهم الجميع منها ان قوله:(... وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ...) هو بمنزلة قوله:(... وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لتبينه...) وهذا مما يتنافى مع دعوى صاحب الوهم بالكلية. 
نعم اذا كانت منه مناقشه لما اجمعوا على معناه، فلنا حينئذ كلام خاص لما سيقوله، وان كان الإجماع  عندنا في مثل هذه الموارد من إظهار معاني الآيات من طريق الاتكاء على ظهورات الألفاظ لاقيمة علمية له في سوق البحث العلمي، وان الآية لها معنى آخر غير ماإنغقد عليه إجماعهم.
هذا، واما ماذكره من الآيات القرآنية في المحاور الاخرى فهي خارجة عن التأصيل لأصل منهج البينات، ونحن تركنا الرد عليها؛ لكفاية ماقلناه من الرد على ماتوهمه من تقرير للمنهج  الذي يوصلنا الى بيان معاني آيات الكتاب وإظهار العقيدة الحقه منها. 
وفي الختام: لاشكّ إن النتيجة تابعة لأخسّ المقدمات، فما أقامه ( حسين المؤيد) من دليل على تأصيل منهجيته قد عُلِم فساده وبطلانه صغرىً - كما تقدم في المقالة السابقة المنشورة في نفس هذه المجلة في العدد السابق - وكبرىً - كما تقدم في هذه المقالة - فما قاله بالجملة كان باطلاً، ومايترتب عليه من قول وعقيده سيكون باطلاً كذلك.
فما قاله من إنكار الإمامة في القرآن الكريم، وان حقيقتها إنها توسعة في دائرة النبوة لاغير، بما إختاره من (منهج البيّنات) لاشكّ في بطلانه وزيفه وضلاله عن طريق الحق. فمن إتخذه منهجاً ودليلاً كان خارجاً عن منهج الرسل والأنبياء^ وخارجاً عن مايريده الله تعالى من هداية الناس بهذا الكتاب المجيد المتمثّل في القرآن الكريم بجميع مافيه من آيات بينات.
وبقينا علينا تقرير المنهج المتبع عندنا في الوصول الى معاني آيات (القرآن الكريم) من غير أن يكون الشك دخيلا في موضوعها، والذي أسميناه بمنهج (الإعتبار القرآني) هو المهم عندنا والضامن لسعادة الإنسان ونجاته في الدارين وهو يعيش على الأرض، فنوكل نشره الى مقالات أخرى ان شاء الله تعالى لنا ذلك، والحمد لله ربّ العالمين.