فهرست کتاب
لیست کتابها
■ كلمتنا: نظرات عابرة تنفع المؤمنين والمؤمنات
■ اختلاف الطاقات الإنسانية - بقلم: السيد منير الخباز
■ ناجي البشر الموعود المنتظر - بقلم: سماحة السيد عادل العلوي
■ القصائد الخالدة - ادرك تراتك ايها الموتورُ - بقلم: جعفر الحلي
■ القانون لا يحمي المغفلين - هيئة التحرير
■ الاستعانة بغير اللّه ومسألة الشرك - بقلم: سماحة الشيخ جعفر السبحاني
■ مناظرة معتزلي مع بعضهم في حكم لعن معاوية
■ فوائد استماع القران الكريم
■ مشاعر الأبناء!
■ شعبية الحاج الملا علي الكني - سماحة السيد موسی الشبيري الزنجاني
■ زبدة الأسرار
■ هل أبوبكر وعمر وعثمان من أهل الجنة؟ - (١) - بقلم: محمّد بن محمد بن النعمان، المشهور بالشيخ المفيد
■ اختلاف الطاقات الإنسانية - بقلم: السيد منير الخباز
■ ناجي البشر الموعود المنتظر - بقلم: سماحة السيد عادل العلوي
■ القصائد الخالدة - ادرك تراتك ايها الموتورُ - بقلم: جعفر الحلي
■ القانون لا يحمي المغفلين - هيئة التحرير
■ الاستعانة بغير اللّه ومسألة الشرك - بقلم: سماحة الشيخ جعفر السبحاني
■ مناظرة معتزلي مع بعضهم في حكم لعن معاوية
■ فوائد استماع القران الكريم
■ مشاعر الأبناء!
■ شعبية الحاج الملا علي الكني - سماحة السيد موسی الشبيري الزنجاني
■ زبدة الأسرار
■ هل أبوبكر وعمر وعثمان من أهل الجنة؟ - (١) - بقلم: محمّد بن محمد بن النعمان، المشهور بالشيخ المفيد
- صوت الكاظمين _ العدد: 260 - 259. ربيع الأول و ربيع الثاني 1442 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 258 - 257. محرم الحرام و صفر 1442 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 256 - 255. ذي القعدة و ذي الحجة 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 254 - 253. رمضان الکريم وشوال 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 252 - 251. رجب المرجب و شعبان 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 250 - 249. جمادي الأولی و الثانية 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 248 - 247. ربيع الأول و ربيع الثاني 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 246 - 245. محرم الحرام و صفر 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 243 - 242. ذي القعدة وذي الحجة 1440 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 242 - 241. رمضان الکريم وشوال 1440 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد :239_240
- صوت الكاظمين _ العدد :237_238
- صوت الكاظمين _ العدد :235_236
- صوت الكاظمين _ العدد :233_234
- صوت الكاظمين _ العدد :231_232
- صوت الكاظمين _ العدد :53 _ 12 شوّال 1417 هجرية
- صوت الكاظمين _ العدد :43 _ 12 ذوالحجة 1416 هجرية
- صوت الكاظمين _ العدد :37 _ 12 جمادی الثانی 1416 ه.ق
- صوت الكاظمين _ العدد :الحادي عشر _ربيع الثاني 1414 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :العاشر _ربيع الاول 1414 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :التاسع _صفر 1414 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الثامن _محرم 1414 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :السابع _ذوالحجة 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :السادس _ذوالقعدة 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الخامس _شوال 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الرابع _شهر الرمضان 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الثالث _شعبان 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الثاني _رجب 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الاول _جمادي الثاني 1413 ه
- صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 230-229. رمضان و شوال 1439 هـ
- صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 228- 227. رجب المرجب و شعبان 1439 هـ
- صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 226-225. جمادی الأولی والثانية 1439 هـ
- صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 223-224 ربیع الأول والثاني 1439 هـ
- الكوثر العدد الرابع والعشرون - رجب 1432هـ
- الكوثر العدد الثالث والعشرون - رجب 1426
- الكوثر العدد العشرون محرّم 1425
- الكوثر العدد التاسع عشر رجب 1424
- الكوثر العدد الثامن عشر محرّم 1424
- الكوثر العدد السابع عشر رجب 1423
- الكوثر العدد السادس عشر محرّم 1423
- الكوثر العدد الخامس عشر رجب 1422
- الكوثر العدد الرابع عشر محرّم 1422
- الكوثر العدد الثالث عشر رجب 1421
- الكوثر العدد الثاني عشر محرم الحرام 1421
- صحیفة صوت الکاظمین 222-221 أشهر محرم الحرام و صفر 1439 هـ
- صحیفة صوت الکاظمین 219-220 أشهر ذي القعدة وذي الحجة 1438هـ . 2017م
- مجلة الکوثر - العدد السادس والثلاثون والسابع وثلاثون 36 - 37 - شهر رجب 1438هـ -2017م
- صحیفة صوت الکاظمین 216-218 أشهر رجب - شعبان - رمضان 1438هـ . نيسان / ايّار / حزيران 2017م
- مجلة الكوثر - العدد العاشر - محرم الحرام - سنة 1420 هـ
- مجلة الكوثر - العدد التاسع - رجب - سنة 1419 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الثامن - محرم الحرام - سنة 1419 هـ
- مجلة الكوثر - العدد السابع - 20 جمادي الثاني - سنة 1418 هـ
- مجلة الكوثر - العدد السادس - محرم الحرام - سنة 1418 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الخامس - 20 جمادي الثاني - سنة 1417 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الرابع - محرم الحرام - سنة 1417 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الثالث - 20 جمادي الثاني - سنة 1416 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الثاني - محرم الحرام - سنة 1416 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الاول - 20 جمادي الثاني يوم ولادة سيدة فاطمة الزهراء - سنة 1415 هـ
- مجلة عشاق اهل بیت 7
- مجلة عشاق اهل بیت 6
- مجلة عشاق اهل بیت 5
- مجلة عشاق اهل بیت 4
- مجلة عشاق اهل بیت 3
- مجلة عشاق اهل بیت 2
- مجلة عشاق اهل بیت 1
- صحیفة صوت الکاظمین 215-212 شهور ربیعین وجمادیین 1438هـ . دیسمبر / مارس2017م
- صحیفة صوت الکاظمین 210 -211 شهر محرم وصفر 1438هـ . أکتوبر/ نوفمبر 2016م
- صحیفة صوت الکاظمین 208 -209 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1437هـ .أغسطس/سبتمبر 2016م
- مجلہ عشاق اہل بیت 14و 15 ۔ ربیع الثانی 1437 ھ
- مجلہ عشاق اہل بیت 12و 13 ۔ ربیع الثانی 1436 ھ
- صحیفة صوت الکاظمین 206 -207 شهر رمضان وشوال 1437هـ .نیسان/أیار2016م
- مجلة الکوثر الرابع والثلاثون والخامس وثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م
- صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ .نیسان/ أیار 2016م
- صحیفة صوت الکاظمین 203-202 شهر جمادي الاول والثاني 1437هـ .فبرایر/مارس 2016م
- مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 201-200 شهر ربیع الاول والثاني 1437هـ .دیسمبر/کانون الاول 2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 198-199 شهر محرم الحرام وصفر 1436هـ .اکتبر/نوفمبر 2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 196-197 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1436هـ . اغسطس/سبتمبر 2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 194-195 شهر رمضان وشوال 1436هـ . حزیران/تموز 2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 193 شهر شعبان 1436هـ . مایو/آیار 2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 192 شهر رجب المرجب 1436هـ . ابریل /نیسان 2015م
- مجلة الکوثر الثاني والثلاثون - شهر رجب المرجب 1436هـ -2015م
- مجلة الکوثر الواحد والثلاثون - شهر محرم الحرام 1436هـ -2014م
- صحیفة صوت الکاظمین 190 -191 شهر جمادي الاول والثاني 1436هـ. فبرایر/شباط 2015مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 189 شهر ربیع الثاني 1436هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 188 شهر ربیع الاول 1436هـ. کانون الاول/ کانون الثاني 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 187 شهر صفر المظفر 1436هـ. دیسمبر/ کانون الاول 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 186 شهر محرم الحرام 1436هـ. اکتوبر/ تشرین الاول 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 185 شهر ذي الحجة 1435هـ. سبتمبر/ أیلول 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 184 شهر ذي القعدة 1435هـ. اغسطس/ اب 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 183 شهر شوال المکرم 1435هـ. یولیو/تموز 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 182 شهر رمضان 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
- مجلة الکوثر الثلاثون - شهر رجب المرجب 1435هـ -2014م
- صحیفة صوت الکاظمین 181 شهر شعبان المعظم 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 180 شهر رجب المرجب 1435هـ. مایو/أیار 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 179 شهر جمادي الثاني 1435هـ. ابریل/نیسان 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 178 شهر جمادي الأول 1435هـ. مارس/آذار 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 177 شهر ربیع الثاني 1435هـ.فبرایر/شباط2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 176 شهر ربیع الأول 1435هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 175 شهرصفر 1435هـ. دیسمبر/کانون2013مـ.
- مجلة عشاق اهل بیت 11
- مجلة الکوثر التاسع والعشرون -شهر محرم الحرام 1435ه -2013م
- صحیفة صوت الکاظمین 174 شهر محرم الحرام1435
- صحیفة صوت الکاظمین 173 شهر ذي الحجة 1434
- صحیفة صوت الکاظمین 172 شهر ذي القعده
- مجلة عشاق اهل بیت شماره 10شوال 1434هـ
- صحیفة صوت الکاظمین 171 شهر شوال
- مجلة عشاق اهل بیت 8 - شوال 1333هـ
- مجلة عشاق اهل بیت 9 - ربیع الثانی 1334
- مجله الکوثر 28-رجب المرجب1434 هـ 2012 م
- مجله الکوثر 27-محرم الحرام1434 هـ 2012 م
- صوت الكاظمین-العدد 170-رمضان 1434 هـ -یولیو/تموز2013 م .
- مجلة صوت الکاظمین العدد166
- صوت الكاظمین-العدد 169-شعبان المعظم 1434 هـ - یونیو 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 168-رجب المرجب 1434 هـ - مایو 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 167 -جمادی الثانی 1434 هـ - أبریل 2013 م .
- صوت الكاظمین-العدد 165-ربیع الثانی 1434 هـ - فیرایر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 164-ربيع الاول 1434 هـ - يناير 2013 م .
- صوت الكاظمین-العدد 149-ذی الحجة 1432هـ - أکتوبر 2011 م .
- صوت الكاظمین-العدد 150-محرم الحرام 1433 هـ - نوفمبر 2011 م .
- صوت الكاظمین-العدد 151-صفر المظفر 1433 هـ - ینایر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 152-ربع الأول الخیر 1433 هـ - فبرایر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 153-ربیع الثانی1433 هـ - مارس 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 154-جمادی الأولی 1433هـ - مایو 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 155-جمادی الثانی 1433 هـ - یونیو 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 157-شعبان المعظم 1433 هـ - اغسطس 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 156-رجب المجرب 1433 هـ - یولیو 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 158-رمضان الکریم 1433هـ - اغسطس 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 159-شوال 1433هـ - سبتمبر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 160-ذی القعدیة 1433 هـ - سبتمبر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 161-ذی الحجة 1433 هـ - آکتوبر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 162-محرم الحرام 1434 هـ - نوفمبر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 164-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 163-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
- مجله الکوثر 26-العدد السادس والعشرون رجب المرجب 1433هـ 2012م
- مجلة الکوثر 25
هل تعظيم أولياء اللّه وتخليد ذكرياتهم شرك؟
الجواب: يعتبر الوهابيون تعظيم أولياء اللّه وتخليد ذكرياتهم وإحياء مناسبات مواليدهم أو وفيّاتهم بدعةً وحراماً، كأنّهم أعداء ألدّاء وخصوم أشدّاء لهؤلاء العظماء والأولياء من الرجال الإلهيّين، ويعتبرون اجتماع الناس في المجالس المعقودة لهذا الشأن شركاً وضلالاً.
ففي هذا الصدد يكتب محمد حامد الفقي رئيس جماعة أنصار السنّة المحمدية في هوامشه على كتاب «فتح المجيد»: الذكريات التي ملأت البلاد باسم الأولياء هي نوع من العبادة لهم وتعظيمهم( [1]) . ( [2])
إنّ نقطة الخلل في تفكير هؤلاء وبكلمة واحدة إنّهم لم يضعوا حدّاً
للتوحيد والشرك وللعبادة على الأخص، ولذلك تصوّروا أنّ كلّ نوع من أنواع التعظيم يُعدُّ عبادة وشركاً، وهذا ما يظهر من كلام الفقي حيث قرن في عبارته السابقة بين لفظتي العبادة والتعظيم، وتصوّر أنّ للّفظتين معنى واحداً.
وممّا لا شكّ فيه أنّ القرآن وفي أكثر من مورد قد عظّم فريقاً من الأنبياء والأولياء وبعبارات صريحة كما يقول في شأن زكريا ويحييعليمها السَّلام:
(إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونََ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خَاشِعِينَ ) .( [3])
فلو أنّ أحداً من الناس أقام مجلساً عند قبر من عناهم اللّه وسمّاهم في هذه الآية وقرأ في ذلك المجلس تلك الآية المادحة معظماً بذلك شأنهم، فهل اتّبع غير القرآن؟!
كما أنّ القرآن الكريم يمتدح وبصراحة تامة شأن أهل بيت النبي (عليهم السلام) ويعظمهم ويقول:
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ) .( [4])
فلو اجتمع جماعة من المؤمنين في يوم ميلاد علي بن أبي طالب (عليه السلام) ـ وهو أحد الآل ـ وقالوا: إنّ علياً كان يطعم الطعام للمسكين واليتيم والأسير، ويثنون على الأمير بما أثنى عليه القرآن الكريم أكانوا بعملهم هذا مشركين وعن الصراط ناكبين؟!
وكيف يكون الإنسان مشركاً إذا احتفل بذكرى ميلاد النبي الأكرم وتلا الآيات المادحة لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أو قرأ ترجمة تلك الآيات بلغة أُخرى، أو سكب
هذا الثناء الإلهي القرآني في قالب الشعر وأنشد ذلك في محفل يقصد به تكريم الرسول والثناء عليه تأسّياً بما ورد في القرآن الكريم؟!
إنّ أعداء تكريم الرسول الأكرم وأولياء اللّه يتسترون على عدائهم هذا بستار محاربة الشرك ليتسنّى لهم من خلال ذلك الوقوف أمام كلّ حالات التكريم والثناء على الرسول.
وإذا قيل: إنّ هذه المجالس التي تُعدّ للتكريم والثناء لم تكن في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فإنّ جواب ذلك: إنّ عدم وجودها في زمن الرسول ليس دليلاً على كونها شركاً.
فلو أنّ أحداً من الناس أقام الاحتفالات التكريمية أو مجالس العزاء في ذكرياتهم ونسب عمله هذا إلى الشارع المقدّس وادّعى بأنّ اللّه ورسوله قد أمرا بذلك، يلزم أن نتفحص عن مدى صحّة هذه النسبة، لنرى هل أنّهما أمرا بذلك على نحو العموم، أو بصورة خاصة؟ أو أنّهم لم يأمرا بذلك؟
فلو ثبت أنّ هذه النسبة غير صحيحة، فحينئذ يدخل عمله هذا في باب البدعة ولا يُعدُّ شركاً في العبادة.
ولذلك نرى أنّ نقطة الخلل في الفكر الوهابي تكمن ـ هنا ـ في الخلط بين مفهومي البدعة والشرك في العبادة.
أمّا لو ثبت أنّه قد صدرت الإجازة بذلك من قبل اللّه أو من قبل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) سواء على نحو العموم أو الخصوص، ففي هذه الصورة يخرج العمل من تحت مفهوم البدعة أيضاً، فضلاً عن الخروج عن مفهوم الشرك.
ومن حسن الحظ أنّ القرآن الكريم قد أجاز ذلك على نحو العموم.
إنّ القرآن الكريم أثنى على أُولئك الذين أكرموا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعظّموا شأنه
وبجّلوه، بقوله:
(...فَالّذِينَ ءَامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الّذي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون ) .( [5])
إنّ الأوصاف التي وردت في هذه الآية والتي استوجبت الثناء الإلهي:
1. (آمنوا به ) ،
2. ( عَزَّرُوهُ ) ،
3. (نَصَرُوهُ ) ،
4. (واتَّبعُوا النّور الَّذي أنزل مَعَه ) .
فهل يحتمل أحد أن تختص هذه الجمل : (آمنوا به ) ، ( نَصَرُوهُ ) ، ( واتَّبعُوا النّور ) بزمن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ إنّ من المسلّم به أنّه إذا صح هذا الاحتمال في خصوص الجمل الثلاثة الماضية فأنّه لا يصحّ قطعاً في جملة (عَزَّرُوهُ ) ، والتي تعني نصرة الرسول أو تعظيمه أو تكريمه.( [6])
أضف إلى ذلك أنّ القائد العظيم يجب أن يكون موضعاً للتكريم والاحترام والتعظيم في كلّ العهود والأزمنة.
فهل إقامة المجالس لإحياء ذكرى المبعث أو المولد النبوي وإنشاد الخطب والمحاضرات والقصائد والمدائح إلاّ مصداق جليّ لقوله تعالى: (وعَزَّرُوهُ ) ، والتي تعني أكرموه وعظّموه؟
عجباً كيف يعظّم الوهابيون أمراءهم الذين هم أُناس عاديون ويبجّلونهم بما يفوق ما يفعله غيرهم اتّجاه أولياء اللّه أو اتّجاه منبر النبي ومحرابه، فلا يكون
عملهم شركاً ويُعدّ عمل غيرهم شركاً وضلالاً ومحاربة للإسلام؟!
إنّ المنع عن تعظيم الأنبياء والأولياء وتكريمهم ـ أحياء وأمواتاً ـ يصوّر الإسلام في نظر الأعداء ديناً جامداً لا مكانة فيه للعواطف الإنسانية، كما يصوّر تلك الشريعة السمحاء المطابقة للفطرة الإنسانية شريعة تعتقد الجاذبية المطلوبة القادرة على اجتذاب أهل الملل الأُخرى واكتسابهم.
وماذا يقول الذين يخالفون إقامة مجالس العزاء للشهداء في سبيل اللّه في قصة يعقوب (عليه السلام) الذي بكى على ابنه حتى ابيضّت عيناه من الحزن؟! وماذا يكون ياترى حكم النجديين وأتباع محمد بن عبد الوهاب لو كان النبي يعقوب (عليه السلام) يعيش في أوساطهم فعلاً؟! وبماذا يصفون حزنه وبكاءه على ولده يوسف (عليه السلام) ؟! إنّه (عليه السلام) بكى ولده ليلاً ونهاراً، وسأل عنه القريب والبعيد والقاصي والداني وحثّ الجميع للبحث عنه وتقصّي أخباره، ولقد وصف لنا القرآن الكريم شدّة حزنه وتحرّقه على ولده وذهاب بصره بقوله تعالى: (وابيضّت عَيناهُ مِنَ الحُزن... ) .( [7])
إنّ ذهاب بصر يعقوب (عليه السلام) ومرضه لم يؤديا إلى نسيان يوسف فحسب، بل كلّما اقتربت ساعة اللقاء كلّما اشتدّت شعلة العشق والشوق في قلب الشيخ الكبير لولده العزيز، ولذا نرى القرآن الكريم يصف لنا تلك الحالة بأروع وصف، حيث أشار إلى أنّ يعقوب (عليه السلام) قد أحسّ بريح يوسف وشمّ عطره المبارك، ومازالت القافلة التي تحمل قميصه (عليه السلام) تبعد عن يعقوب (عليه السلام) عدّة فراسخ (إِنّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُف لَولا أَن تُفندون ) .( [8])
وبدل أن نرى كوكب يوسف (عليه السلام) يبحث عن شمس يعقوب نرى أنّ شمس يعقوب تطرق الأبواب باباً باباً لتبحث عن كوكبها الضائع يوسف (عليه السلام) .
فلماذا يكون إظهار هذه العلاقة في حال حياة الولد (يوسف) جائزاً ومشروعاً ومطابقاً لأُصول التوحيد بينما إذا مات عُدَّ شركاً؟!
فإذا اتّبع أحد طريق يعقوب فبكى يوسفه وعدّد خصاله الحميدة وأثنى على صفاته الجميلة وأذرف الدموع بسبب فقده، فلماذا لا يُعدُّ عمله اقتداء وتأسّياً بيعقوب (عليه السلام) ويُعدُّ عبادة لمن فقده وشركاً باللّه؟!( [9])
لا ريب في أنّ مودة ذوي القربى هي إحدى الفرائض الإسلامية التي دعا إليها القرآن بأوضح تصريح، فلو أراد أحد أن يقوم بهذه الفريضة الدينية بعد أربعة عشر قرناً فكيف يمكنه؟ وما هو الطريق إلى ذلك؟ هل هو إلاّ أن يفرح في أفراحهم ويحزن في أحزانهم؟
فإذا قام أحد ـ لإظهار سروره ـ مجلساً يذكر فيه حياتهم وتضحياتهم، أو يبيّن مصائبهم وما جرى عليهم من الظلم وغصب حقوقهم، فهل فعل إلاّ إظهار المودة المندوب إليها في القرآن الكريم؟!
وإذا زار أحدٌ ـ لإظهار مودّة أكثر ـ قبور وأضرحة أقرباء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبنائه الطاهرين وأقام مثل تلك المجالس عند القبور الطاهرة، فإنّه بلا شكّ ولا ريب في نظر عقلاء العالم والمفكّرين من ذوي البصيرة وبعد النظر لم يفعل إلاّ إظهار التقرب والمودّة لهم وليس عمله عبادة وشركاً إلاّ أن يدّعي الوهابيون أنّه من الواجب أن تحبس العواطف والأحاسيس والمودة والحبّ في صدور أصحابها ولا
يحق لأحد أن يظهر شيئاً منها إلى الخارج.
إنّ من يلاحظ عصر الرسول وما تلاه من عصور التحول العقائدي والفكري يجد إقبال الأُمم المختلفة ذات التقاليد والعادات المتنوعة على الإسلام وكثرة دخولهم واعتناقهم هذا الدين، ويجد أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين كانوا يقبلون إسلامهم ويكتفون منهم بذكر الشهادتين دون أن يعمدوا إلى تذويب ما كانوا عليه من عادات اجتماعية وصهرها في بوتقة واحدة، ولم يشكل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والخلفاء من بعده محاكم للتفتيش العقائدي والبحث عن آداب ورسوم تلك الملل والأقوام.
وقد كان ولا يزال احترام العلماء وتبجيلهم ـ أحياء وأمواتاً ـ وتخليد ذكرياتهم والحضور عند قبورهم وإظهار الود والتعلّق بتلك الآثار يُعدُّ من رسوم وعادات شعوب وأقوام العالم، واليوم نجد الشعوب المختلفة ـ الشرقية والغربية ـ تعظم وتخلد ذكريات عظمائها وتزور قبور أبنائها بحيث يمضون عدة ساعات في طوابير طويلة لكي يتسنّى لهم الوقوف لحظة واحدة إلى جنب تلك القبور، لإظهار الحبّ والتبجيل لها، ويرون أنّ عملهم هذا يُعدُّ نوعاً من التكريم والاحترام النابع من العاطفة والمشاعر الداخلية الغريزية.
وصفوة القول : إنّنا لم نجد مورداً عمد فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى قبول إسلام الوافدين والداخلين فيه بعد أن يشترط عليهم أن ينبذوا تقاليدهم الاجتماعية هذه وبعد أن يفحص عقائدهم، بل نجده (صلى الله عليه وآله وسلم) يكتفي من الوافدين الجدد للإسلام بذكر الشهادتين ورفض الأوثان، وإذا كانت هذه العادات و التقاليد شركاً لزم أن لا يقبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إسلام تلك الجماعات والأفراد إلاّ بعد أن تتعهّد له بنبذ تلك التقاليد والمراسم.
كما أنّنا نلاحظ أنّ المسيح (عليه السلام) قد دعا اللّه سبحانه لينزل عليهم مائدة سماوية، ليكون يوم نزولها عيداً لهم قال سبحانه:
(رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لأَوَّلِنا وَآخِرنا وَآيَةً مِنكَ وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقيِنَ ) .( [10])
فهل يا ترى أنّ وجود ومنزلة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أقل من مائدة السيد المسيح السماوية والتي عُدّ يوم نزولها عيداً؟! فإذا اعتبرت تلك المائدة آية إلهية واحتفل بنزولها انطلاقاً من ذلك المعتقد، أليس النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أكبر آية إلهية؟
قال تعالى في حقّ الرسول: (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ) .( [11])
وهل لعقد مجالس الفرح والسرور والاحتفاء بذكرى ميلاده الميمون معنى إلاّ رفع اسمه ومقامه وإحياء ذكراه. ولماذا لا نتأسّى بالقرآن الكريم؟! أليس القرآن لنا أُسوة وقدوة؟!
[1] . فتح المجيد:154 ثمّ نقل عن كتاب قرة العيون ما يشابه هذا المضمون.
[2] . أجمع المسلمون منذ عصر الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وحتى عصرنا الحاضر على التبرّك بآثار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) باستثناء الفرقة الوهابية التي منعت ذلك، ولقد جمع الشيخ محمدطاهر بن عبد القادر المكي الشواهد التاريخية القطعية على تبرك المسلمين بآثاره (صلى الله عليه وآله وسلم) في رسالة طبعها عام 1385 وأسماها بـ «تبرك الصحابة بآثار الرسول».
[3] . الأنبياء: 90.
[4] . الإنسان: 8.
[5] . الأعراف: 157.
[6] . مفردات الراغب: مادة «عزر».
[7] . يوسف: 84.
[8] . يوسف: 94.
[9] . إضافة إلى ذلك، وردت روايات متواترة في موضوع إقامة مراسم العزاء وأحياء ذكرى آل رسول اللّه المظلومين،وقد ذكر العلاّمة الأميني قسما من تلك الروايات في كتابه «سيرتنا وسنتنا».
[10] . المائدة: 114.
[11] . الإنشراح: 4.